في مواجهة انعدام المساواة المتزايد في العالم، يجتمع وزراء مال مجموعة العشرين الخميس في ريو دي جانيرو لمناقشة فكرة فرض ضرائب على أثرى الأثرياء، وهي موضع خلافات حادة بين الدول الأعضاء.
وستطرح هذه المبادرة التي دفع بها الرئيس البرازيلي لويس إيناسيو لولا دا سيلفا الذي ترأس بلاده هذا العام المجموعة، للنقاش خلال اجتماع مقرر بعد ظهر الخميس.
وفي الساعة التاسعة صباحا بالتوقيت المحلي (12,00 ت غ) افتتح وزراء المال مباحثاتهم بجلسة حول الاقتصاد العالمي، في وقت يتباطأ فيه التضخم في معظم أنحاء العالم بعد ارتفاع أججته عواقب الحرب في أوكرانيا.
وقال لولا أثناء إطلاق "التحالف العالمي ضد الجوع والفقر" في ريو دي جانيرو "بعض الأفراد يسيطرون على موارد أكبر مما تملكه دول كاملة". وتهدف هذه المبادرة وهي أولويات الرئاسة البرازيلية لمجموعة العشرين، إلى جمع دول ومنظمات دولية للقضاء على الجوع في العالم.
وأضاف الرئيس اليساري أنه يجب فرض ضرائب على أصحاب المليارات لأنه "في قمة الهرم، لم تعد الأنظمة الضريبية تصاعدية، بل تنازلية".
الخميس، نشرت منظمة أوكسفام دراسة أظهرت أن ثروات واحد في المئة من أغنى أثرياء العالم ازدادت بما مجموعه 42 تريليون دولار خلال العقد الماضي، فيما الضرائب المفروضة عليهم انخفضت إلى "مستويات تاريخية".
لكن من المتوقع أن تكون النقاشات المتعلقة بالمقترح حادة، وسط تأييد فرنسا وإسبانيا وجنوب إفريقيا وكولومبيا والاتحاد الإفريقي، ومعارضة شديدة من الولايات المتحدة وألمانيا.
وبالإضافة إلى الضرائب، من المقرر أن يناقش خلال هذا الاجتماع الأخير لكبار ممولي مجموعة العشرين قبل قمة رؤساء الدول والحكومات يومي 18 و19 تشرين الثاني/نوفمبر التي ستعقد في ريو أيضا، الوضع الاقتصادي العالمي، فيما سيبحث الجمعة في تمويل التحول المناخي والديون.
وفي ظل الانقسامات بين الدول الغربية وروسيا التي تعرقل جهود مجموعة العشرين منذ بداية الحرب في أوكرانيا، فإن اصدار بيان مشترك يبدو تحد يا.
ومساء الثلاثاء، قالت تاتيانا روزيتو، المسؤولة في الوزارة إن الحل الذي تفكر فيه البرازيل هو التوصل هذه المر ة إلى ثلاثة نصوص.
وأوضحت أنه من ناحية ستكون هناك وثيقة مخصصة لـ"التعاون الدولي في المسائل الضريبية"، تتضمن مسألة فرض الضرائب على "أثرى الأثرياء"، ومن ناحية أخرى بيان ختامي أوسع، وأخيرا "إعلان" منفصل تنشره الرئاسة البرازيلية يتطرق وحده إلى الأزمات الجيوسياسية.
وبدأ تطبيق هذا النموذج. فقد أصدرت الرئاسة البرازيلية بيانا الأربعاء قالت فيه إن بعض أعضاء مجموعة العشرين "تبادلوا وجهات النظر" بشأن الوضع في أوكرانيا وغز ة خلال المناقشات المتعل قة بمبادرة الجوع.
وترى بعض الدول أن مجموعة العشرين هي منتدى مناسب لمناقشة هذه القضايا، فيما يرى البعض الآخر عكس ذلك.
وقالت مفوضة الاتحاد الاوروبي للشراكات الدولية يوتا اوربيلاينن لصحافيين "من المرجح، بحسب خبرتي في الاجتماعات السابقة لمجموعة العشرين، أن تفرض الاجتماعات المقبلة على المستوى الوزاري نصوصا منفصلة. وأضافت أن السعي للتوصل إلى نص واحد "لن يسمح لنا بتبني أي شيء مهما كان".
وتضم مجموعة العشرين التي أسست عام 1999، كبرى القوى الاقتصادية في العالم، إضافة إلى الاتحاد الأوروبي والاتحاد الإفريقي.
0 تعليقات