شدت ليدي غاغا بأغنية فرنسية شهيرة بالقرب من كاتدرائية نوتردام، وارتفعت سحابة دخان ضخمة بالألوان الأزرق والأبيض والأحمر أعلى جسر فوق نهر السين وعزف رجل مجنح الأكورديون مع انطلاق حفل افتتاح دورة الألعاب الأولمبية في باريس اليوم الجمعة.
وبدأ أسطول الزوارق في نقل الرياضيين على مسافة ستة كيلومترات من النهر بجوار بعض أكثر معالم العاصمة الفرنسية شهرة، بينما غنت ليدي غاغا محاطة بالراقصين أغنية "مون تروك إن بلوم" الشهيرة.
وحظى القارب اليوناني، الأول في الترتيب حسب التقليد الأولمبي، بتصفيق حار كما تعالت هتافات أكبر للقارب التالي الذي كان يحمل وفد اللاجئين.
وأطلقت نوافير المياه زخات المياه وسط نهر السين أثناء مرور القوارب، بينما كان الرياضيون يلوحون للجماهير بالأعلام وسط توافد أمني كثيف.
وبدأ الحفل بعد ساعات فقط من هجوم تخريبي استهدف شبكة القطارات فائقة السرعة في البلاد ما كشف عن مخاطر أمنية في وقت تتصاعد فيه توترات جيوسياسية.
وانطلق الحفل بسيناريو تخيلي قبل العرض الباهر على النهر الذي يشير إلى افتتاح دورة الألعاب الأولمبية الصيفية في باريس 2024.
وظهر نجم كرة القدم الفرنسي الشهير زين الدين زيدان يركض في أنحاء باريس ليحمل الشعلة في مقطع فيديو مسجل مسبقا ويصل إلى المترو.
واستمتع المتفرجون برقصة كانكان الشهيرة أداها راقصات حانة مولان روج على ضفاف النهر.
وقالت أليز بوكراس (17 عاما) "نحن متحمسون للغاية، إن ذلك يحدث مرة واحدة في العمر".
آية ناكامورا تغني
قدم العرض صورة أكثر حداثة لفرنسا عندما غنت المطربة الفرنسية-المالية آية ناكامورا بعضا من أشهر أغانيها، بالإضافة لأغنية للمطرب الفرنسي المحبوب شارل أزنافور بصحبة فرقة موسيقية من الجيش الفرنسي.
وحظى غناء ناكامورا بهتافات كبيرة من الجماهير الموجودة على جانبي النهر وكذلك الذين يشاهدون حفل الافتتاح في الحانات.
وت عد ناكامورا المطربة الفرنسية الأكثر استماعا في العالم، لكن عندما ظهرت لأول مرة أثارت جدلا حول الهوية الفرنسية، إذ قال مؤيدوها إنها تمثل حيوية فرنسا الحديثة في حين قال منتقدوها إن موسيقاها متأثرة بالجانب الأجنبي أكثر من الفرنسي وإن استخدامها للغة العامية الفرنسية غير مناسب.
وصعد الراقصون وحاملو المشاعل إلى أسطح مباني باريس مع هطول الأمطار.
وقالت فلافيا ميرلوزي طالبة الزراعة (20 عاما) "الأمطار لن تمنعني من تشجيع الألعاب الأولمبية، فالرياضة هي كل شيء بالنسبة لي وسأفعل كل شيء من أجل مشاهدة هذا".
ووسط شائعات عن إمكانية مشاركة المطربة الكندية الشهيرة سيلين ديون أيضا في الحفل، وقالت شانتال بوفيه إحدى المتفرجات إنه سيكون من "الساحر" مشاهدتها.
وتضمن الحفل لقطات مسجلة أخرى، بما في ذلك أصوات إيقاعية وصور لترميم كاتدرائية نوتردام بعد حريقها في 2019.
وظلت التفاصيل سرية بما في ذلك بعض الفنانين المشاركين في الحفل ومن سيكون آخر من يحمل الشعلة وسيشعل المرجل الأولمبي إيذانا ببدء الألعاب الأولمبية. وقد ظهر حامل الشعلة، الذي كان وجهه مخفيا وهويته كذلك، وهو يقفز على أسطح باريس.
وكشف الرياضيون الأكثر تتويجا بالميداليات الأولمبية في التاريخ مايكل فيلبس ومارتن فوركاد عن الميداليات الذهبية والفضية والبرونزية.
عملية أمنية
انتشر نحو 45 ألف شرطي وآلاف الجنود في عملية أمنية ضخمة في باريس لتأمين حفل الافتتاح. وقام رجال الشرطة المسلحون بدوريات مستمرة على طول نهر السين في قوارب مطاطية بينما كانت قوارب الوفود تمر في النهر.
وهذه المرة الأولى التي يقام فيها حفل افتتاح الأولمبياد خارج ملعب.
وبعد دورة الألعاب الأولمبية الشتوية الأخيرة في بكين عام 2022، اندلعت الحرب في أوكرانيا وغزة لتقام الألعاب الأولمبية في أجواء متوترة.
وفرضت فرنسا أعلى تأهب أمني رغم أن المسؤولين قالوا مرارا إنه لا يوجد تهديد محدد لحفل الافتتاح أو المنافسات.
وسيحضر العشرات من زعماء العالم حفل الافتتاح الذي سيحميه قناصة من فوق أسطح المباني وسيتم إغلاق مجال باريس الجوي.
وبالنسبة للألعاب بشكل عام ستراقب طائرات المراقبة بالرادار وطائرات مسيرة من طراز ريبر المواقع الحساسة من أعلى وستكون طائرات ميراج 2000 المقاتلة في وضع الاستعداد لاعتراض الطائرات التي تدخل المجال الجوي المغلق.
وتمنى الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، الذي فاز بولاية ثانية قبل عامين، أن تعزز الألعاب الأولمبية إرثه، لكن رهانه الفاشل عن إجراء انتخابات تشريعية مبكرة أضعفه وألقى بظلاله على لحظته التاريخية المنتظرة على الساحة الدولية.
وسيتنافس أكثر من 10500 رياضي في الألعاب الأولمبية بعد مرور 100 عام على آخر مرة نظمت فيها باريس الدورة الصيفية.
وانطلقت المنافسات يوم الأربعاء الماضي وستمنح أول ميدالية ذهبية من أصل 329 غدا السبت. وسيقام حفل الختام في 11 أوت.
0 تعليقات