بعد أربعة أيام، لا يزال حفل افتتاح أولمبياد باريس يثير ردود فعل في جميع أنحاء العالم الثلاثاء، بدءا بدونالد ترامب الذي وصفه بـ "المهين"، وصولا إلى منسقة الموسيقى الفرنسية باربرا بوتش التي تقدمت بشكوى بعد تعرضها لمضايقات إلكترونية على خلفية مشاركتها في أحد العروض.
وقال الرئيس الأميركي السابق والمرشح الجمهوري لانتخابات تشرين الثاني/نوفمبر في مقابلة مع قناة فوكس نيوز "أنا منفتح جدا لكنني أعتقد أن ما فعلوه كان مهينا".
على غرار سياسيين يمينيين متطرفين في أوروبا، ندد ترامب بعرض أد ته مجموعة مم ن ي عرفون بـ"دراغ كوين"، اعتبر البعض أنه يستهزىء بعشاء المسيح الأخير مع رسله، وهو ما نفاه المنظمون.
باربرا بوتش، الناشطة النسوية والمثلية، هي من أبطال العرض وأصبحت "هدفا لمضايقات إلكترونية عنيفة"، كما قالت الاثنين عبر إنستغرام.
ورفعت الفنانة شكوى الثلاثاء بسبب المضايقات والتهديدات بالقتل والإهانات التي وصلتها.
بدأ الجدل الدائر حول هذا العرض يتصاعد قبل انتهائه الجمعة، مع تعبير شخصيات من اليمين واليمين المتطرف مثل الفرنسية ماريون ماريشال والإيطالي ماتيو سالفيني عن سخطها من حفل الافتتاح الذي يحمل رؤية "تسعى للسخرية من المسيحيين".
واستنكر الأساقفة الفرنسيون "الغلو والاستفزاز" في بعض فقرات الحفل التي "تضمنت للأسف مشاهد سخرية واستهزاء بالمسيحية"، وانتقد المطران يونان حنو، راعي أبرشية الموصل للسريان الكاثوليك، "إساءة لا للدين فقط لكن للإنسانية"، داعيا المسيحيين العراقيين إلى الصيام احتجاجا على ذلك.
كما ندد الرئيس التركي رجب طيب إردوغان الثلاثاء بحفل "لاأخلاقي تجاه العالم المسيحي".
وقال إردوغان خلال اجتماع لحزبه "سأتصل بالبابا في أول مناسبة للتحدث معه بشأن قلة الأخلاق المرتكبة تجاه العالم المسيحي وتجاه كل المسيحيين" مضيفا أن "الألعاب الأولمبية استخدمت أداة انحراف لإفساد الطبيعة البشرية".
وأضاف "هل تتصورون أن يتم افتتاح حدث رياضي من المفترض أن يوحد الناس، بإبداء عدائية تجاه قيم البشري ة؟"
بدوره، دان الأزهر في بيان "مشاهد الإساءة للمسيح" و"ترويج الشذوذ والتحول الجنسي".
ونفى المدير الفني لحفلة الافتتاح توما جولي أن يكون العرض مستوحى من لوحة العشاء الأخير، مؤكدا أن الفكرة تكمن في "إقامة احتفال وثني مرتبط بآلهة أوليمبوس".
بدوره، قال المغني فيليب كاترين الذي ظهر في شخصية الإله الإغريقي ديونيسوس وجسمه مغطى باللون الأزرق اللامع وشبه عار ، وهو مشهد أثار جدلا أيضا، إن "الأمر المؤكد هو أننا لم نتحدث مع توما جولي أبدا عن الدين، ولا عن العشاء الأخير".
وعب ر المغني الذي شدد عبر أعمدة صحيفة لوموند على أنه نشأ في الديانة المسيحية، عن دهشته من ردود الفعل، قائلا "الأجمل في هذا الإيمان هو فكرة العفو، فسامحوني، إن تسببت في سوء فهم، وإن صدمت الناس، فأنا آسف".
0 تعليقات