قتل 14 شخصا على الأقل جراء غارات إسرائيلية استهدفت "مواقع عسكرية" في وسط سوريا، وفق ما أفادت وكالة الأنباء السورية الرسمية "سانا" الاثنين، في ضربات هي "بين الأشد " على سوريا، وفق المرصد السوري لحقوق الإنسان.
وقال المرصد الذي يتخذ من بريطانيا مقرا وله شبكة مصادر ومندوبين واسعة في سوريا، إن الغارات طالت مواقع عسكرية في محافظة حماة وأوقعت 18 قتيلا.
ومنذ بدء النزاع في سوريا عام 2011، شنت إسرائيل مئات الضربات الجوية مستهدفة مواقع لقوات النظام وأهدافا لإيران وحزب الله الحليفين له، لكن نادرا ما تؤكد اسرائيل تنفيذ هذه الضربات.
وقالت وكالة "سانا" نقلا عن مدير المستشفى الوطني في مصياف فيصل حيدر "ارتفع عدد شهداء العدوان الإسرائيلي على مواقع عدة في محيط مدينة مصياف بريف حماة إلى 14 شهيدا و43 جريحا، بينهم ستة في حالة خطرة".
وأورد المرصد السوري لحقوق الإنسان من جهته حصيلة أعلى بلغت 18 شخصا، من بينهم ثمانية "عسكريين سوريين".
وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن لوكالة فرانس برس إن الغارات "من أكبر الضربات وأشد ها" التي تنفذها إسرائيل في سوريا.
وأضاف أن الغارات استهدفت "مركز البحوث العلمية في مصياف ومواقع مرتبطة به". وأشار إلى أنه يجري تطوير "صواريخ دقيقة ومسي رات" في هذا المركز الذي يضم خبراء إيرانيين.
وردا على سؤال من مكتب القدس في فرانس برس حول هذه الغارات، قال الجيش الإسرائيلي إنه "لا يعل ق على تقارير وسائل إعلام أجنبية".
وذكر المرصد أن الغارات أسفرت عن "تدمير مبان ومراكز عسكرية".
ونقلت "سانا" عن مصدر عسكري إن الهجوم حصل قرابة الساعة 20,23 من مساء الأحد (17,23 ت غ) "من اتجاه شمال غرب لبنان"، مؤك دة أنه استهدف "عددا من المواقع العسكرية في المنطقة الوسطى، وقد تصدت وسائط دفاعنا الجوي لصواريخ العدوان وأسقطت بعضها".
ونادرا ما تؤك د إسرائيل تنفيذ ضربات في سوريا، لكن ها تكر ر بأنها ستتصد ى لما تصفه بمحاولات إيران ترسيخ وجودها العسكري على حدودها.
ومنذ سنوات النزاع الأولى في سوريا، كانت إيران أحد أبرز داعمي الرئيس بشار الأسد، سياسيا وعسكريا واقتصاديا، كما دعمت طهران مجموعات موالية لها، على رأسها حزب الله، في القتال الى جانب الجيش السوري. وتمكنت القوات السورية، بفضل الدعم الايراني والروسي، من استعادة قسم كبير من الأراضي السورية التي كانت خسرتها في أول الحرب لصالح مجموعات معارضة.
وتزايدت الضربات الإسرائيلية على سوريا منذ بدء الحرب بين إسرائيل وحماس في قطاع غزة في السابع من تشرين الأول/أكتوبر، في أعقاب شن الحركة الفلسطينية هجوما غير مسبوق على جنوب الدولة العبرية.
وإن كان حزب الله أعلن فتح "جبهة إسناد" لغزة من جنوب لبنان ضد إسرائيل، فإن سوريا تحاول البقاء بمنأى عن التصعيد الإقليمي، لكن حزب الله اللبناني ومجموعات أخرى موالية لإيران تنف ذ أحيانا هجمات ضد مواقع إسرائيلية في هضبة الجولان المحتلة انطلاقا من سوريا.
0 تعليقات