يتوج مهرجان البندقية السينمائي السبت دورته الحادية والثمانين بمنح فيلم واحد جائزة الأسد الذهبي العريقة بعد منافسة بين أعمال عالمية متنوعة، في ختام نسخة شهدت عودة قوية لنجوم هوليوود على السجادة الحمراء.
ولم تحسم أيام المهرجان العشرة حتى اللحظة الأخيرة هوية العمل الذي سينال الأسد الذهبي خلفا لفيلم "بور كريتشرز" لليوناني يورغوس لانثيموس، من بطولة إيما ستون.
ومن بين أكثر الأفلام استحواذا على إعجاب النقاد العالميين هذه السنة فيلم "ذي روم نكست دور" لبيدرو ألمودوفار، وهو أول شريط روائي طويل يصوره في الولايات المتحدة وباللغة الإنكليزية المخرج الإسباني الذي ي عد بلا منازع أبرز السينمائيين في بلاده، وأحد أهم الأسماء في الفن السابع.
وتؤدي النجمتان البريطانية تيلدا سوينتون والأميركية جوليان مور دور البطولة في فيلم ألمودوفار الذي يتمحور حول الانتحار بمساعدة الغير.
وفي حال كانت جائزة الأسد الذهبي التي يمنحها أقدم مهرجان سينمائي من نصيب "ذي روم نكست دور"، فستشكل تتويجا طال انتظاره لمخرج أفلام النساء والمشاعر البالغ 74 عاما، بعدما رشح مرارا للجوائز الكبرى من دون أن يفلح في نيل أي منها، وفي مقد مها السعفة الذهبية لمهرجان كان.
ومن الأعمال الروائية الأخرى التي استرعت الانتباه خلال الموسترا هذه السنة فيلم جورجي عن الإجهاض بعنوان "أبريل" للمخرجة د يا كولومبيغاشفيلي وآخر تاريخي بعنوان"هارفست" صور ته مخرجة يونانية باللغة الإنكليزية.
إلا أن سقف الفوز يبدو عاليا نوعا ما بالنسبة لفيلم "جوكر: فولي آ دو"، وهو الجزء الثاني من فيلم "جوكر" المستوحى من عالم الرجل الوطواط (باتمان) الذي أحدث مفاجأة عام 2019 بفوزه بجائزة الأسد الذهبي ثم بجائزت ي أوسكار عام 2020.
وتولت البطولة إلى جانب يواكين فينيكس في هذا الفيلم الذي يتميز بأسلوب المسرح الغنائي نجمة البوب ليدي غاغا، لكن دورها لا يبدو من العيار المناسب للفوز بجائزة تمثيل.
وقد تمنح كأسا "فولبي" المرموقتان لأفضل ممثل وأفضل ممثلة إلى نجوم هوليووديين آخرين حفلت جزيرة الليدو في البندقية بحضورهم هذه السنة.
وفي صدارة هؤلاء أنجلينا جولي (49 عاما) التي جسدت شخصية مغنية الأوبرا اليونانية ماريا كالاس في فيلم "ماريا" عن السنوات الباريسية الأخيرة من حياة "صوت القرن". وغالبا ما يساهم الحصول على إحدى جوائز مهرجان البندقية في وضع الفائز بها في دائرة أبرز المرشحين لجوائز غولدن غلوب ثم الأوسكار في الولايات المتحدة.
إلا أن الممثلة التي برزت حتى اليوم في أفلام ذات نجاح تجاري واسع، واشتهرت بالتزامها قضايا إنسانية، تواجه منافسة من نيكول كيدمان.
ففي "بيبي غيرل" Babygirl الذي يعيد إحياء أفلام التشويق الإباحي ولكن بنفحة نسوية، تظهر النجمة البالغة 57 عاما في مشاهد ندر لها أن أد ت بمثل جرأتها، تلعق في أحدها الحليب من كوب، وتحقن بالبوتوكس في آخر، أو تطل عارية من الخلف في ثالث.
كذلك فإن البريطاني دانيال كريغ، المعروف بتأديته دور جيمس بوند في أفلام عدة من السلسلة الشهيرة، جسد شخصية مختلفة تماما في فيلم "كوير" للمخرج الإيطالي لوكا غوادانيينو، قد تؤهله لانتزاع جائزة أفضل ممثل.
ففي هذه القصة المقتبسة من الكتاب الذي يحمل العنوان نفسه لوليام س. بوروز، يدفن الممثل نهائيا الطابع الرجولي لشخصية "العميل 007"، ويستعيض عنها بصورة رجل مثلي يدمن الكحول والمخدرات.
وشهد المهرجان أيضا عودة أدريان برودي في فيلم "ذي بروتاليست"، وهو أيضا يملك حظوظا عالية للفوز بجائزة الأسد الذهبي.
ويعيد هذا الفيلم الروائي الضخم الذي تبلغ مدته ثلاث ساعات ونصف ساعة النظر في أسطورة الاندماج الأميركية والثغر التي اعترتها، من خلال قصة مهندس معماري ناج من الهولوكوست، يؤدي دوره برودي.
وتعلن قائمة الفائزين بالجوائز خلال حفلة اختتام المهرجان في قصر السينما عند الساعة 19,00 (17,00 ت غ).
0 تعليقات