بدأ رؤساء فولكسفاغن وممثلو العمال محادثات صعبة الأربعاء بشأن خطط مجموعة صناعة السيارات الألمانية العملاقة لخفض النفقات، إذ تظاهر آلاف الموظفين بينما تعه دت النقابات بـ"مقاومة شديدة".
ورفع موظفو فولكسفاغن الذين وصلوا في حافلات من مصانع في أنحاء ألمانيا لافتات تنتقد الإدارة وسط تصفير بصوت واحد للتعبير عن امتعاضهم.
أحدثت أكبر شركة أوروبية لصناعة السيارات صدمة في أوساط موظفيها البالغ عددهم 120 ألفا هذا الشهر عندما قالت إنها تفك ر في خطوة غير مسبوقة تتمث ل بإغلاق مصانع في ألمانيا وخفض عدد الوظائف بشكل كبير.
وأثارت الخطوة غضب ممثلي الموظفين الذين ات هموا مسؤولي شركة فولكسفاغن بسوء إدارة المجموعة التي تضم عشر علامات تجارية وإعطاء الأولوية لتحقيق الأرباح على حساب بناء مستقبل مستدام للمجموعة.
تسدد الصعوبات التي تواجهها فولكسفاغن أيضا ضربة لحكومة المستشار أولاف شولتس في وقت يعاني الاقتصاد المحلي.
وبعد إعلان الشركة المفاجئ، ط رحت مفاوضات على اتفاق جديد متعل ق بالأجور وتجري محادثات الأربعاء في قصر هيرينهوسن في هانوفر.
وقبيل المحادثات، قال كبير المفاوضين عن نقابة "إي غي ميتال" IG Metall ثورستن غروغر للعمال المحتشدين إن هذه المرة الأولى منذ عقود التي تفك ر فيها الحكومة بـ"إغلاق مواقع وتسريح أعداد كبيرة" من الموظفين.
واتهم غروغر إدارة فولكسفاغن التي تحر كت لإلغاء اتفاق لحماية الوظائف قائم منذ عقود، بالسعي لتخويف الموظفين فيما تحاول خفض النفقات.
وقال "أي شخص يزرع الخوف ويقامر بمستقبل زملائنا سيواجه مقاومة شديدة.. لا تبنون المستقبل بالخوف، بل تدم رونه".
وقالت الموظفة ديانا هاين (47 عاما) لفرانس برس خلال التظاهرة إن الإعلان الصادم خلق شعورا بـ"الضبابية" حيال المستقبل.
وقالت هاين التي تمث ل نقابة في مصنع المجموعة المهم في فولفسبورغ "عندما يغلقون مصنعا الآن، سيتكرر الوضع خلال عامين أو ثلاثة".
وأضافت أن على الإدارة أن تكون أكثر "شفافية" مع موظفيها بشأن خططها.
وقال يان-سويرن لوهر (37 عاما) الذي يعمل أيضا في مصنع فولفسبورغ والناشط في النقابة "لا نملك رؤية للمستقبل حاليا، كلها خطط توفير فقط".
من جانبها، حذ رت دانيالا كافالو رئيسة مجلس العمل النافذ لدى فولكسفاغن رؤساء الشركة من أن النقابات ما زال لديها "نفوذ قوي" في فولكسفاغن.
وقالت للمتظاهرين الذين بلغ عددهم أكثر من 3000 وفق المنظمين "في فولكسفاغن، يحتل هدفا تحقيق الأرباح وأمن الوظائف المكانة ذاتها".
وبينما أقر ت بأن فولكسفاغن "تعاني حاليا مشاكل خطيرة في الجانب الاقتصادي"، إلا أنها لفتت إلى أن الموظفين أظهروا في الماضي أنهم "على استعداد للتوصل إلى حل وسط".
تأثرت فولكسفاغن بشكل كبير بارتفاع تكاليف التصنيع والانتقال إلى المركبات الكهربائية وازدياد المنافسة من الصين التي تعد سوقا مهمة.
وقال آرن مايسفنكل الذي يقود المفاوضات باسم فولكسفاغن إن الشركة تواجه "وضعا خطيرا".
وقال "نواجه خطر تغل ب منافسين دوليين علينا.. لذلك، يتعين علينا التحر ك. للمحافظة على تنافسيتنا، علينا إعادة هيكلة فولكسفاغن معا بشكل شامل الآن".
وأضاف أن الجولة الأولى من المفاوضات الأربعاء هدفت إلى تقييم "الوضع المبدئي".
من جانبه، حذ ر رئيس وزراء ولاية ساكسونيا السفلى (التي تملك أسهما كبيرة في فولكسفاغن) ستيفان فيل من خفض كبير للوظائف.
وقال للنواب في البرلمان الإقليمي في هانوفر "نتوقع أن يجد كل المعنيين طريقا مشتركا للمضي قدما".
ستحدد المفاوضات شروط توظيف حوالى 120 ألف عامل في ألمانيا، يعمل معظمهم في العلامة التجارية الأساسية لفولكسفاغن.
وتشمل مجموعة فولكسفاغن علامات تجارية أخرى بينها سيات وسكودا وبورش وأودي.
0 تعليقات