انطلقت اليوم الجمعة بمركز ميناء طنجة-المتوسط فعاليات الدورة السادسة لأيام طنجة اللوجستية (Tangier Logistics Days - TLD)، بمشاركة ثلة من الخبراء ومشغلي الخدمات المينائية والخدمات اللوجستية ومهنيين مغاربة وأجانب.
ويتمثل الهدف الرئيسي لهذا اللقاء الدولي، الذي يلتئم تحت شعار "سلاسل التوريد في مواجهة التحديات الجيوسياسية والبيئية الكبرى"، في تجويد فهم التحديات الراهنة والمستقبلية، وأيضا في تبادل الممارسات الجيدة والتجارب الفضلى والابتكارات التي تمكن من الإجابة على الإشكاليات المطروحة.
كما تهدف هذه التظاهرة، التي تجمع أزيد من 400 مشارك من قطاع الموانئ والخدمات اللوجستية من المغرب والعالم، إلى مواجهة الإشكالات والقضايا المطروحة على مهنيي القطاع، لا سيما الديناميات التي تهيمن على عالم اليوم، والأسئلة التي تطرحها التحديات الجيوسياسية والبيئية، وإدماج هذه التحديات في استراتيجيات سلسلة التوريد، والمساهمات المحتملة للابتكارات التكنولوجية والذكاء الاصطناعي، وتدبير سلاسل التوريد في بيئات غير مؤكدة.
وأبرز المدير العام للسلطة المينائية لطنجة المتوسط، حسن عبقري، في كلمة خلال الجلسة الافتتاحية، أن هذا اللقاء يكتسي أهمية بالغة بالنسبة لميناء طنجة المتوسط، لكونه يشكل منصة حقيقية للتبادل وعقد اللقاءات بين الخبراء والفاعلين المينائيين والخدمات اللوجستية المغاربة والدوليين، بغاية فهم ومناقشة القضايا والرهانات الحالية والمستقبلية بشكل أفضل والتي تخص المجال البحري والموانئ وسلاسل التوريد.
وتابع المسؤول أنه "في طنجة المتوسط، ولمواجهة التحديات الجيوسياسية والبيئية، ندرك تماما المسؤوليات الملقاة على عاتقنا، كأول منصة لوجستية وطنية وفاعل محوري في التجارة العالمية"، مضيفا أننا "نسخر جهودنا لضمان جودة الخدمات المقدمة لشركائنا، وتحسين عملياتنا اللوجستية وتعزيز برنامجنا نحو الرقمنة، بهدف منح شركائنا رؤية شاملة وواعدة بخصوص سلسلة التوريد بأكملها".
وأدارت الجلسة الافتتاحية لهذه النسخة البروفيسور عميرة خان، الخبيرة في تدبير سلاسل التوريد، حيث قامت بتحليل التغييرات الحالية الرئيسية ووقعها على المقاولة وسلاسل التوريد، مستحضرة الاتجاهات التي ستشكل سلاسل التوريد وكيف أن الابتكار والتكيف والاستدامة ستكون القوى المحركة لصناعات المستقبل.
وتناولت المناقشات التي تلت ذلك على الخصوص الديناميات الجيوسياسية الحالية وتفتت النظام الاقتصادي العالمي، فضلا عن التأثيرات المترتبة على انهيار العولمة، والتحديات الجيوسياسية والبيئية.
كما تبادل المتدخلون وجهات نظرهم حول الإدارة المستدامة للبنية التحتية اللوجستية وتأثير التوترات الدولية على التدفقات التجارية، فضلا عن تأثير التقنيات الناشئة، مثل الذكاء الاصطناعي والجيل الخامس والروبوتات، على إدارة سلسلة التوريد، والظروف المواتية واللازمة لدمج هذه الابتكارات في العمليات اللوجستية.
وعلى هامش التظاهرة تم التوقيع على اتفاقيتين، الأولى بين السلطة المينائية لطنجة المتوسط والبنك المركزي الشعبي، تتعلق باستخدام وحدة "بوابة الدفع" (Payment Gateway) لمنصة سلسلة الكتل (Blockchain)، لخدمة المنظومة المينائية واللوجستية.
وتروم الاتفاقية تعميم مثل هذه الحلول على العملاء والزبناء المستهدفين من المستوردين ووكلاء الشحن والناقلين، عبر برنامج مجتمع ميناء طنجة المتوسط (Port Community System de Tanger Med)، حيث تم تنفيذ بنجاح أول عملية دفع عبر منصة سلسلة الكتل بالمغرب في هذا النوع من المعاملات.
أما الاتفاقية الثانية، الموقعة بين السلطة المينائية لطنجة المتوسط والمكتب الوطني المهني للحبوب والقطاني (ONICL)، فتهدف إلى رقمنة عمليات استيراد وتصدير الحبوب والقطاني عبر برنامج مجتمع ميناء طنجة المتوسط. ويعكس هذا التعاون التزام الطرفين بتحسين جودة الخدمات المقدمة للمستوردين والمصدرين من خلال تقليل تكاليف وأوقات العمليات اللوجستية.
وتعتبر أيام طنجة اللوجستية، التي تنظمها مجموعة طنجة-المتوسط، بمثابة لقاءات تقنية مخصصة لاستكشاف ومناقشة المواضيع والقضايا الرئيسية التي تهم قطاع النقل والخدمات اللوجستية، وهي تظهر التزام المجموعة بتشجيع التبادلات الغنية وتنوير المهنيين بشأن القضايا الراهنة والمستقبلية، وبالتالي المساهمة في تطوير الخدمات اللوجستية المستدامة والمرنة.
0 تعليقات